النوم المضطرب يزيد من خطر الإصابة بالخرف
- النوم المضطرب يزيد من خطر الإصابة بالخرف
- اهمية النوم لصحة الدماغ
أشارت دراسات إلى أن النوم المضطرب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وأظهرت دراسة لزميلة أبحاث في جامعة سيدني، البروفيسورة كاميلا هويوس، أن علاج انقطاع النفس أثناء النوم المضطرب لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف يمكن أن يُحسن الذاكرة، ولكن لا تظهر نتائج مماثلة في مجالات الإدراك الأخرى على المدى القصير.
وتركزت جهود بشكل متزايد على التوصل إلى أساليب جديدة تهدف إلى إبطاء تقدم الخرف ومعالجة أسباب النوم المضطرب، ويعد ضعف الإدراك المعتدل مرحلة بين التدهور المعرفي المتوقع للشيخوخة الطبيعية والانخفاض الأكثر خطورة للخرف.
ضعف إدراكي معتدل
يلاحظ الفرد والأسرة والأصدقاء والأقارب بعض علامات المعاناة من حالة الضعف الإدراكي المعتدل مثل حدوث تغيرات معرفية، ولكن لا يزال بإمكان الشخص تنفيذ الأنشطة اليومية بنجاح، ويرتبط الضعف الإدراكي المعتدل بزيادة خطر الإصابة بالخرف في السنوات اللاحقة.
ويرجح الباحثون أن مرحلة الضعف الإدراكي المعتدل تعد الوقت الأمثل للتدخل للمساعدة في منع التدهور لتصبح حالة خرف في المستقبل. لذا، فإنه من المهم إيجاد طرق جديدة لإبطاء التدهور المعرفي لدى أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
أهمية النوم لصحة الدماغ ومعالجة أسباب النوم المضطرب
ويحسن النوم من قدرة المخ على استقرار وتوحيد المعلومات والذكريات المكتسبة حديثًا، ويمكن أن تحدث هذه العمليات في جميع مراحل النوم المختلفة، ويلعب النوم العميق، المعروف أيضًا باسم النوم التصالحي، دورًا رئيسيًا.
كما يقوم الجهاز الجليمفاوي، أو نظام إدارة النفايات في الدماغ، بدور نشط للغاية أثناء النوم، خاصة أثناء النوم العميق، حيث يتم تنظيف النفايات، بما يشمل السموم، التي تراكمت في المخ أثناء النهار، ومما يبطل النوم المضطرب هذه العمليات.
وتشمل السموم الموجودة في الدماغ بيتا أميلويد، وهو أحد البروتينات الرئيسية في تطور مرض الزهايمر، يمكن أن يؤدي النوم المضطرب إلى تعطيل عملية التنظيف مما يؤدي إلى تراكم المزيد من مادة بيتا أميلويد في الدماغ.
ويمكن أن يكون اضطراب دورة النوم مرتبطًا بالتغيرات في الإدراك عندما يتقدم الشخص في العمر، وبالتالي يمكن أن يكون سببًا محتملًا لتطور الخرف.
اقرأ أيضاً أطعمة يحتاجها طالب التوجيهي تساعده على التركيز أثناء الدراسة للامتحانات
توقف التنفس أثناء النوم
وتشير التقديرات إلى أن توقف التنفس أثناء النوم يؤثر على مليار شخص في جميع أنحاء العالم، ويتسبب توقف التنفس أثناء النوم المضطرب في إغلاق الحلق (ويسمى مجرى الهواء العلوي) إما كليا (انقطاع النفس) أو جزئيًا(نقص التنفس) أثناء النوم.
ويمكن أن تتراوح عمليات الإغلاق أو العوائق من عشر ثوانٍ إلى دقيقة واحدة ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم. ولبدء التنفس مرة أخرى، تحدث عملية إيقاظ قصيرة دون أن يدرك الفرد.
ويمكن أن تتكرر النوبة أثناء النوم الشديد 30 مرة أو أكثر في الساعة، مما يتسبب في نوم متقطع للغاية. يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم من الشخير والتقلب والالتفاف، وربما يلاحظ الآخرون توقف التنفس أو الاختناق أو اللهاث بحثًا عن الهواء أثناء النوم.
ويمكن أن تؤدي اضطرابات النوم المتكررة إلى النعاس وتقليل اليقظة أثناء النهار مما يؤدي، بالنسبة لبعض الأشخاص، إلى صعوبات في أداء المهام.
خطر الإصابة بالخرف
يؤدي تجزئة النوم أو النوم المضطرب وكذلك انخفاض الأكسجين في الدم ليلا سببا مزدوجا لزيادة خطر الإصابة بالخرف"، وأظهرت الدراسات أن توقف التنفس أثناء النوم مرتبط بزيادة 26 في المئة في تطور الضعف الإدراكي، بالإضافة إلى كميات أكبر من بيتا أميلويد في الدماغ، ولكن لم يتم التوصل إلى تأكيد بشأن ما إذا كان علاج انقطاع النفس أثناء النوم يمكن أن يقلل من هذه المخاطر.
ويتم عادة علاج انقطاع التنفس أثناء النوم عن طريق استخدام أداة لضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، والمعروف باسم CPAP، حيث يقوم القناع المتصل بمضخة بنفخ الهواء باستمرار في مجرى الهواء العلوي، مما يبقيه مفتوحا.
وعند استخدام الآلة، فإنها توقف مجرى الهواء عن الانغلاق. من غير المعروف ما إذا كان علاج انقطاع النفس أثناء النوم سيقلل من خطر الإصابة بالخرف. ولكن أظهرت الدارسة الجديدة لباحثي جامعة سيدني أن ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر يمكن أن يكون مفيدًا للذاكرة على المدى القصير.
وأوضح الباحثون أنه بالمقارنة مع عدم علاج انقطاع النفس أثناء النوم، لم تتحسن مهارات التفكير باستخدام ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر، بينما لوحظ بعض التحسن في الذاكرة. يشير نمط علاج انقطاع النفس أثناء النوم إلى أنه يمكن تحسين النتائج على المدى القصير، ولكن لم يثبت علميا ما إذا كان سيكون له أي تأثير على التدهور المعرفي طويل المدى.
وأشارت دراسة سابقة إلى أن ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر يمكن أن يبطئ التغيرات المعرفية على مدى عام واحد لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف وتوقف التنفس أثناء النوم. ولكن مازال هناك حاجة لدراسات ذات مدة أطول قبل أن التمكن من تحديد شكل الآثار طويلة المدى.