علم جيدًا أن جميع الآباء والأمهات مشغولون الآن في البحث عن العروض والتخفيضات التي تقدمها المتاجر على الأغراض والأدوات المدرسة استعدادًا للموسم الدراسي الجديد. وأنا أعي جيدًا كم أن هذا الأمر مهم ويشغل بال الكثيرين. ولكن هناك أمرًا آخرًا يجب أن يأتي على قائمة أولويات جميع الآباء والأمهات... وهو الحفاظ على الصحة النفسية على أبنائكم. لذا قررنا أن ننقل إليكم اليوم رسائل من طالبات مدرسة الروابي للبنات، لعلها تكون دليل لكل أب وأم للحفاظ على الصحة النفسية لأبنائهم وبناتهم…تنويه: إن كنت تعتقد أن مسلسل مدرسة الروابي للبنات المعروض على نتفليكس حاليًا يمثل المجتمع الأردني فقط، فنعتقد أنك بحاجة لإعادة النظر. فما حدث بالمسلسل يتعرض له أبنائنا وبناتنا في مختلف المجتمعات وليس بالأردن فقط!
رسائل من طالبات مدرسة الروابي لجميع الآباء والأمهات
اقرأ أيضاً : "مدرسة الروابي للبنات" مسلسل أردني يعرض بأكثر من 32 لغة في 190 دولة.. والجمهور يستذكر " جن"
الرسالة الأولى: لا تقارن ابنتك بغيرهاسواء كنت أم أو أب فلا يجب عليك مقارنة ابنتك بغيرها، حتى وإن كانوا شقيقتها! كل منا فريد ومختلف عن الآخر، وليس يجب أن نكون جميعنا نسخ طبق الأصل عن الآخرين. ولا يوجد ما يسمى بالمظهر أو بالجمال المثالي. توقفوا عن مقارنة بناتك بغيرهم، فدوركم هو إبراز جمالهن الداخلي والخارجي وتقوية ثقتهن بنفسهن، بدلًا من أن تشيروا طوال الوقت للأشياء التي لا يمتلكنها. ابنتك جميلة كما هي، سواء كان شعرها أملس أو كيرلي، طويلة أو قصيرة، نحيفة أو كيرفي، بيضاء أو سمراء، وغيرها.رجاءًا لا تجعلوا بناتكم ينظرن لغيرهن من صديقاتهن ويشعرن بأنهن أقل ويتمنين لو أن يكن مثلهن. أنتم بذلك تخرجن للمجتمع مرأة ذا نفسية مشوهة وأم ذات شخصية مهزوزة بل وأبناء في المستقبل لا يختلفون كثيرًا عن الأم.
الرسالة الثانية: لا تكونوا حظ أبنائكم السيءنعم، أنا أعني هذه الجملة تمامًا. جميعنا شاهدنا كيف كانت تعاني "رانيا" مع والديها، فالأم لم تحسن اختيار الزوج من البداية، وكلاهما لم يستطع أن يغير من نفسه من أجل ابنته. لتنشأ هذه الفتاة أمام أب لا يترك الكحوليات من يده، وليثبت أنه مازال يمتلك زمام الأمور كان يستخدم الصراخ والضرب وسيلة لذلك. أما الأم فكانت تتصرف من خلف ظهر الأب. ووسط كل هذا، ضاعت الابنة!!أعتقد أن على كل رجل وامرأة أن يحسنوا الاختيار قبل الزواج، وإن أنجبوا يجب أن يعملوا على أنفسهم طوال الوقت، ليخلقوا بيئة آمنة من أجل أبنائهم.
الرسالة الثالثة: الثقة... الثقة... ثم الثقةقبل أن تعلموا بناتكم كيف يصبحن متفوقات، علموهن كيف يثقن في أنفسهن، علموهن كيف يحمين أنفسهن إذا ما تنمر عليهن أحد، علموهن كيف لا يجب أن يتأثرن بأي كلام أو تعليق سلبي، كيف يكن فقط واثقات بأنفسهن مهما قيل لهن.وأنتم يجب أن تثقوا ببناتكم، فأنت يجب أن تكونوا جيشهن وليس أعدائهن، اسمعوا لبناتكن، صدقوهن، امنحوهن المساحة الكافية ليتحدثن، توقفوا عن لومهن، توقفوا عن تصديق الجميع وتكذبيهن. تذكروا أن دوركم حمايتهن وليس أن تحاربوهن. لا تفعلوا مثلما فعلت والدة"مريم" معها، فتكون نهاية بناتكم مثل نهايتها!
الرسالة الرابعة: الولد ليس أفضل من البنت، والبنت ليست مثل لوح الزجاج!ألم يحن الوقت لنتوقف عن ترديد هذه العبارات، توقفوا عن تفضيل الشقيق الولد على البنت واعطائه الحق ليتحكم بها ويضعها تحت المراقبة لمجرد أن "أخوكي ولد ومن حقه يخاف عليكي"، توقفوا عن سلب خصوصيتها، لدرجة أنها تشعر بأنها مهددة وهي بداخل منزلها وبغرفتها.توقفوا عن ترديد عبارات "شرف البنت مثل عود الكبريت" و"البنت مثل لوح الزجاج" وغيرها من المفاهيم التي ضيعت ملايين من الفتيات، فخطأ البنت تمامًا مثل الولد، في النهاية خطأ وفي النهاية مرفوض. توقفوا عن تدمير عقول أجيال.تذكروا جيدًا أن هذا لا يحمي بناتكم، بل يجعلهن يخلقن لأنفسهن مساحة بعيدة عنكم، يكتشفن فيها العالم بأعينهن ويخضن تجارب عديدة دون حسابات، لأنكم بالأساس لم تكونوا برفقتهن.وتذكروا أن سياسة الترهيب والتخويف لا تجدي نفعًا، ولم تحمي ملايين من الفتيات. بدلًا من ذلك، اخلقوا مساحة آمنة لبناتكم، تحدثوا معهن، تقربوا منهن، اشرحوا لهن الخطأ والصح، اشركوهن في الاختيار، اجعلوهن يفهمن لماذا يخترن ذلك ويرفضن ذلك.
لمزيد من التفاصيل ولقراءة الخبر كامل
انقر هنا.