أسعار النفط تقترب من 50 دولار للبرميل بموجب اتفاق أوبك بلس

أسعار النفط تقترب من 50 دولار للبرميل بموجب اتفاق أوبك بلس
ارشيفية

ارتفعت أسعار النفط في وقت مبكر يوم الجمعة 4 ديسمبر متجهة للأسبوع الخامس من المكاسب، بعد أن تمكنت أوبك بلس من إبرام اتفاق تسوية بشأن سياستها لإنتاج النفط في وقت مبكر من العام المقبل، ويمثل القرار جبهة موحدة بالإجماع بعد أيام من الخلافات.

وعلى خلفية تلك الأخبار الإيجابية ارتفع النفط ليتداول خام غرب تكساس فوق 46 دولار للبرميل واقترب خام برنت من 50 دولارفي مؤشر على الثقة في الصفقة، بما أعطي تفاؤل للأسواق بعودة قريبة للأسعار إلى ما كانت عليه قبل كوفيد 19.

اتسم اجتماع أوبك بلس هذا الأسبوع بالخلافات وتزايدت المخاوف من فشل المجموعة في التوصل لاتفاق على تأجيل زيادات الإنتاج المخطط لها، ولكن في النهاية وافقت على زيادات جزئية بدءًا من يناير المقبل، فبدلاً من السماح بالتخفيضات بمقدار 2 مليون برميل في اليوم وافقت المجموعة على زيادة الإنتاج الشهرية الإضافية بمقدار 0.5 مليون برميل في اليوم، كما اتفقوا على الاجتماع شهريًا في أوائل عام 2021 لتقييم صحة السوق.

لم تكن الصفقة صعودية كما توقع محللو السوق لكنها لم تكن فاشلة أيضًا، يشير رد الفعل في أسعار النفط إلى أن أوبك بلس فعلت ما يكفي للحفاظ على استقرار السوق.

يبدو أن سوق تداول النفط غير منزعج من الزيادة،وذلك بسبب حقيقية تقلص المعروض النفطي العالمي وتراجع تخمة النفط العالمية بأسرع مما كان متوقعًا، مما جعل السوق أكثر تفاؤلًا خاصة مع وجود لقاحات في الأفق وبيانات اقتصادية القوية وضعف الدولار وربما المزيد من التحفيز النقدي على الطريق.

عودة الاطمئنان إلى السوق

على مدار الأيام الماضية كانت أسواق النفط العالمية في حالة تغير مستمر، حيث كان الجميع يتأهب منتظرًا ما إذا كان بإمكان أوبك وشريكها المفضل روسيا الاتفاق على صفقة إنتاج وتجنب حرب أسعار أخرى شاملة.

توقعت الأسواق تمديد تخفيضات الإنتاج التي تم الاتفاق عليه في أبريل الماضي بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى بداية من العام المقبل، حتى يتسنى للسوق التكيف مع الموجة المتوقعة من الإغلاق بسبب الموجة الثانية من فيروس كورونا هذا الشتاء،لكن الإمارات العربية المتحدة وروسيا رأت أن صورة الطلب العالمي تتحسن بدرجة كافية بحيث تبدأ المجموعة في زيادة الإنتاج، أدى ذلك إلى حدوث خلاف مع السعودية زعيم منظمة أوبك الفعلي، التي هددت بدورها ببدء حرب أسعار ثانية التي ربما قد تؤدي إلى انهيار الأسعار.

تركت المملكة العربية السعودية منصبها في صدارة المجموعة تاركة لروسيا رئاسة الاجتماع بمفردها، كما أن بعض الأعضاء خاصة الإمارات العربية المتحدة تهكمت على المملكة العربية السعودية بعد تركها صدارة المجموعة قائلة بأنهاسئمت من إملاء السياسة على بقية الكارتل، الأمر الذي أزعج السعودية التي لم تعقب على الأمر، وعلى إثرها قدم وزير النفط السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" وزير النفط استقالته.

وبالرغم من تلك الخلافات إلا أن أوبك بلس قررت يوم الخميس 3 ديسمبر أن المجموعة ستضيف 500 ألف برميل يوميًا بحلول شهر يناير القادم، ليصل إجمالي تخفيض مستويات الانتاج إلى 7.2 مليون برميل يوميا، وقالت أوبك بلس في بيانها أنه يمكنها أن ترفع أو تخفض الحصص السوقية المحددة في المستقبل، ولتحديد مستويات إنتاج النفط بعد يناير ستعقد أوبك بلس اجتماعًا كل شهر.

في الحقيقة لقد تمكن التحالف من الخروج من اجتماع هذا الأسبوع بالكامل وبقرار من نوع ما طمأن السوق بأنه التحالف أو الكارتل سوف ينفجر على الأقل للشهر القادم أو نحو ذلك.

في حين أن الصفقة لا ترقى إلى مستوى التوقعات بشكل طفيف، فمن المهم أن تبدو أكثر ثقة بأن سوق النفط سيكون في عجز خلال الربع الأول من العام المقبل، وبالتالي ينبغي أن تستمر السوق في سحب المخزونات.

لقاحات فيروس كورونا تدعم الأسعار

ارتفعت أسعار النفط بشكل واسع عقب توالي اعلان شركات الأدوية عن فاعلية لقاحها الخاص بكل منهما، واحتمالية الحصول على ترخيص لتواجدهم في الأسواق قبل نهاية العام، الأمر الذي سيعمل على تسريع التعافي الاقتصادي العالمي.

مع التعافي المتوقع الذي يحركه اللقاح في الطلب العالمي على الوقود، ستقطع هذه الصفقة شوطًا طويلاً لضمان استمرار دعم سعر النفط حتى يتمكن من الوقوف على قدميه دون دعم، من المرجح أن يرسخ خام برنت سعر 50 دولار للبرميل عاجلاً وليس آجلاً مع طلب آسيوي قوي.

تعافي النفط في النصف الثاني من 2021

قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية "أمين ناصر" في حدث صناعي هذا الأسبوع إن أسعار النفط ستشهد تعافيًا ملموسًا في النصف الثاني من العام المقبل، وأضاف إنه على الرغم من عدم اليقين بشأن الموجة الثانية لفيروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة، فإن الأسوأ لم يأتي بعد.

إن آفاق طرح اللقاح في أوائل العام المقبل وعلامات الانتعاش القوي في الطلب على النفط في آسيا تجعل أرامكو وكبير مسؤوليها التنفيذيين متفائلين بشأن آفاق سوق النفط العام المقبل لا سيما في النصف الأخير.

أبدي كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة النفط السعودية العملاقة قلقه من أن يؤدي التباطؤ الحالي إلى تقييد الاستثمار المستقبلي في النفط والغاز بشدة.

قبل حوالي شهر قال وزير الطاقة السعودي "الأمير عبد العزيز بن سلمان" إن الأسوأ قد انتهى بالنسبة لسوق النفط، جاءت تلك التصريحات قبل أسبوعين من بدء شركات الأدوية في الإعلان عن توصلها للقاحات، مما يعطي سوق النفط الأمل في أن طرح اللقاح العام المقبل سيساعد بشكل كبير في زيادة الطلب والسفر.

في نهاية شهر نوفمبر وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أوائل مارس، عندما اختلفت السعودية وروسيا حول كيفية إدارة إمدادات النفط في الوباء وبداية حرب أسعار النفط القصيرة التي ساهمت في انهيار الأسعار وتدمير الطلب.

أخبار ذات الصلة