السودان بين فكي الحرب والجوع... لا ظلّ إلا للخوف - صور

- السودان تنزف ألما وقهرا جراء أحداث سياسية مقيتة
- السودانيون يعانون النزوح والجوع والفقدان
في صحراءٍ لا تعرف غير الريح، يقف اللاجئون السودانيون في صفوفٍ طويلة أمام خيمة صغيرة تحمل شعار الأمم المتحدة. وجوههم منهكة، وأيديهم تحمل ما تبقى من الحياة في أكياسٍ ممزقة. أطفالهم ينامون على الرمال، والسماء تراقب بصمتٍ جوعهم، وعطشهم، وخوفهم من غدٍ لا يعدهم بشيء
سوى المزيد من التيه.
اقرأ أيضاً : إنقاذ الفاشر… إنقاذ ما تبقى من الروح وأصوات تبكي الوطن المجروح
من دارفور خرجوا، يحملون بين أضلاعهم بيوتاً تهدمت، وذكرياتٍ طاردها الدخان، لم يكن النزوح خيارهم، بل نجاة مؤقتة من موتٍ يتربص خلف كل باب. الفاشر، المدينة التي كانت تضجّ بالحياة، صارت جرحاً مفتوحاً على العالم، وصرخةً لا تجد من يسمعها إلا الله.


طريق جحيم
في الطريق إلى تشاد، تُسقط الأمهات أطفالهن من التعب، ثم يواصلن السير والدموع تسابق الغبار.
لا طعام، لا دواء، لا مأوى سوى ظلّ الخوف.. هناك، عند الحدود، يقف رجلٌ فقد بيته وأخاه، لكنه لا يزال يحمل قطعة خبزٍ صغيرة لطفله — كأنها آخر شكلٍ من أشكال المقاومة الإنسانية.
يقول أحد اللاجئين بصوتٍ مبحوح: "لقد تركنا كل شيء خلفنا... حتى أرواحنا."

في عيونهم حزنٌ ثقيل كالرمل، وفي قلوبهم صبرٌ يحاول أن يشبه الأمل. لكن كيف يولد الأمل في أرضٍ صارت الحرب فيها لغة الناس الوحيدة؟
ويبقى السودان، رغم كل هذا الألم، ينزف كقصيدةٍ حزينة لا تنتهي. شعبٌ يُطارد الحياة بين نارٍ وجوعٍ ونزوح، لكنه لا يزال يؤمن أن الشمس ستعود يوماً لتشرق على أرضٍ عادلة، لا يفرّ فيها طفلٌ من وطنه، ولا تبكي فيها أمٌ على غيابٍ لا عودة منه.

