غزة تلتقط أنفاسها الأولى.. أمل جديد مع بدء خطوات وقف الحــرب

Trending|06/10/25
غزة تلتقط أنفاسها الأولى.. أمل جديد مع بدء خطوات وقف الحــرب
طفلتان غزيتان أمام خيمتهما في القطاع
  • القطاع ينتظر بصيص أمل لوقف الحرب
  • الأحزان تتعاظم في القطاع على وقوع الجوع

في قلب غزة، يضيق الأمل كما يضيق الخبز. هناك، بين ركام البيوت ودموع الأمهات، ينهض صباح آخر مثقل بالحسرة والجوع. أطفال يبحثون في الفراغ عن وجبة تنسيهم وخز المعدة، وآباء ينظرون إلى السماء بحثًا عن رحمة تتأخر، فيما تصمت الموائد كما تصمت الشوارع التي كانت تعج بالحياة قبل أن يختطفها القصف

واليأس.

اقرأ أيضاً : احتجاجات كوالالمبور.. صرخة إنسانية ضد قسوة تل أبيب

غزة اليوم ليست فقط مدينة جائعة، بل قلب جائع للحياة، يتشبث بما تبقى من إنسانية العالم. في كل بيت حكاية صبر، وفي كل وجه سؤال مؤلم: إلى متى؟ فالقسوة لم تعد في أصوات الطائرات فقط، بل في غياب الاستجابة لنداء الإنسان البسيط الذي يريد أن يعيش.

خيط أمل

على وقع الجوع، خرج الغزيون يهتفون للحياة، لا للسياسة. لم يكن الهتاف صدى لقرار دولي أو صفقة، بل صرخة وجع من صدور أرهقها الحصار وأحنتها الحرب.. كانت الموافقة على خطة الرئيس الأمريكي بالنسبة لهم خيط أمل، ولو هشّ، يلوّح بانتهاء الكابوس الطويل، ولو مؤقتًا.

وفي انتظار وصول الوفد الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، للمشاركة في محادثات غير مباشرة بشأن آليات تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يسود شعور حذر بالتفاؤل، مع حديث عن تقدم إيجابي محتمل قد يفتح نافذة نحو الهدوء.

وبين الدبلوماسية والدم، يظل الغزيون يترقبون بعيون مثقلة بالألم، علّ تلك المفاوضات تحمل لهم ما يشبه النجاة.

في الشوارع التي لفّها الدمار، سُمع الهتاف يمتزج بالدموع، وكأن المدينة كلها تردد: “كفى حربًا”. لم يكن مطلبهم سوى هدنة تمنحهم لحظة راحة، أو وقتًا لدفن موتاهم بكرامة. غزة التي صمدت تحت النار، ما زالت تصمد اليوم تحت الجوع، في معركة البقاء التي لا تقلّ وجعًا عن الحرب نفسها.

ورغم كل هذا الألم، يبقى في غزة نبض لا يُكسر. نساء يخبزن الأمل على رماد المواقد، وأطفال يرسمون الشمس على الجدران المهدّمة. هناك، بين الحسرة والقسوة، يتجلى وجه الإنسانية في أنقى صوره — في مدينة لم تعد تنتظر المعجزات، بل فقط هدنة… تنقذ ما تبقى من القلب.