طفل يحمل في نظرته صرخة جوع مكتومة

Trending|15/07/25
طفل يحمل في نظرته صرخة جوع مكتومة
طفل من غزة يجمل قدر طعام بانتظار حصته من الوجبة الغذائية
  • المجاعة ألم وقهر في القطاع الذي يئن
  • أطفال القطاع رسالة مؤثرة للعالم الذي لا يسمع

في أحد الأماكن المتألمة من غــزة، حيث تختلط رائحة الغبار برائحة العجز، وقف طفل لا تكاد قدماه تثبتان من الضعف، يحتضن قدر طعام فارغ كأنه كنز، أو ربما شاهد قبر لأملٍ اندثر.

اقرأ أيضاً : الجلوس على الخراب... وحكاية لا تجد نهاية

وجهه شاحب، عيناه متعبتان، ونظرته، تلك النظرة، كانت وحدها كافية لتسقط كل أقنعة الصمت، في وقت تواصل صواريخ تل أبيب تمزيق السماء، لكنّ صدى صوت معدته الخاوية كان أعلى.. أعلى من الضجيج، من الدمار، من

كل الخطابات الباردة.

هذا الجوع ليس جوعًا عابرًا... إنه جوع صنعته قسوة لا تعرف الرحمة، سياسة عقاب جماعي لبريء لم يعرف سوى اسمه، ولم يختر سوى أن يكون طفلًا.

وطن يئن

في كل خطوة يخطوها بقدَره الفارغ، كأنه يجرّ خلفه وطنًا يئنّ، جدارًا مهدّمًا، ومائدة لا تزورها النِعَم. رأى صديقه يُدفن بلا كفن، وآخر يبتسم لأنه وجد قطعة خبز ممزّقة قرب ركام بيت، وتراه لم يعُد يفرّق بين اللعبة والحطام، ولا

بين ضوء الشمس ووميض الانفجار، وطفولته تُسرق أمام عينيه، وهو لا يملك إلا الانتظار... وانتظار طفل جائع جريمة لا يفهمها الكبار.

كان يحمل القدر بيدين مرتجفتين، يلتفت هنا وهناك، يسأل العابرين بنظراته: "هل وجدتم طعامًا؟ هل سقط من السماء شيء غير الموت؟".

لقمة أمام جوعه .. كنز

لم يكن القدر فارغًا فقط، بل كانت الطفولة بداخله فارغة أيضًا، كان وعاءً من حديد يحمل مرآة لجريمة صامتة… لا تنقلها الكاميرات بما يكفي، ولا تُبكي العالم كما تفعل مشاهد أخرى أقل فظاعة.

في غزة، طفل لا يطلب أكثر من لقمة، لكن العالم كله يبدو مشغولًا عن صوته، مشغولًا عن قدره... عن قدَره الذي يحمله، وقدَره الذي يعيشه.

أخبار ذات الصلة