نساء غــزة.. جبهات الصمود في وجه الجوع والقسوة

Trending|21/06/25
نساء غــزة.. جبهات الصمود في وجه الجوع والقسوة
فلسطينيات يحملن أوعية طعام في القطاع
  • الحياة في القطاع باتت شبه معدومة لسياسة تل أبيب الهمجية
  • نساء غزة ينهضن من أجل الماهمة في إسناد من يتنفسون

في ظلال الخيام الممزقة وعلى وقع القصف والخوف، يتسلل الجوع كضيف ثقيل لا يُغادر، يحفر أخاديده في وجوه الأطفال ويضرب بطعناته بطون الأمهات.

اقرأ أيضاً : تل أبيب تركض إلى الملاجئ.. وغــزة تمشي إلى التاريخ

في قطــاع غزة، حيث تنهار الحياة تحت ثقل الحصار والدمار، يصبح الحصول على لقمة خبز معركة يومية، والبحث عن ماء صالح للشرب أشبه بالحلم المستحيل في وجه شمس حارقة لا ترحم، وسماء لا تمطر رحمة. الجوع هنا

لا يعني فقط غياب الطعام، وتآكل الجسد، ووخز الضمير الإنساني الغائب.

وسط هذا المشهد الإنساني المأساوي، تنهض نساء غزة بأدوار تتجاوز حدود المعاناة، يتحولن إلى أعمدة حياة، إلى طاهيات بلا مطابخ، إلى أمهات بلا غذاء، وإلى مناضلات في ساحات الجوع.

تراهنّ يبحثن في بقايا الأسواق عن ما يمكن أن يطهوه، يحملن أطفالهن على أذرعهن ووجعهن في قلوبهن، ويمشين تحت شمس تلفح الوجوه بحرارة قاسية، كأنها تختبر صبرهن على الألم. ومع كل خطوة، يُولد تحدٍ جديد، ويُروى

حكاية صمود لا تُكتب بالحبر، بل بالدموع والعرق وفتات الخبز.

لا كهرباء تحفظ الطعام، ولا مياه تكفي للشرب، ولا صوت يسمع نداءاتهم في عواصم العالم البعيدة. ولكن رغم البؤس، لا تستسلم نساء غزة، يملأن الفراغ بالأمل، ويُحِكْنَ من خيوط الوجع ثوب كرامة، لا تقوى آلة الحرب على ت

مزيقه.

مشهد يومي متكرر

في عيونهن ترى الوطن، وفي وجوههن تقرأ شهادة على عظمة الإنسان حين يُخير بين الانهيار والبقاء، فيختار الصمود.

هذه ليست قصة من زمن قديم، بل مشهد يومي يتكرر عند كل شروق، ويزداد قسوة مع كل غروب. غزة ليست فقط جغرافيا جائعة، بل روح مُحاصرة تصرخ في صمت، نساؤها ليسوا ضحايا فقط، بل شهيدات كرامة وأيقونات تحدٍ،

يمشين فوق الرماد بأقدام حافية، ويبحثن عن حياة تستحقها قلوب أنهكها الانتظار، وجباه لم تنحنِ رغم كل العواصف.

أخبار ذات الصلة