تل أبيب ترتجف.. حين يصبح المعتدي هدفاً

- الصواريخ الإيرانية تدك تل أبيب وتسحق معالمها
- تل أبيب تواجه صواريخ إيران بهشاشة وضعف
تل أبيب، المدينة التي طالما عاشت في وهم التفوّق والأمان، وجدت نفسها فجأة في قلب الجحيم،فمع تصعيد المواجهة بين من يدعي القوة والسيطرة وبين إيران، لم تعد صافرات الإنذار مجرد تحذيرات عابرة، بل باتت مقدمة لدمارٍ
حقيقي تذوقته المدينة كما لم تفعل من قبل.
اقرأ أيضاً : غارة "إسرائيلية" تنهي حياة الفنانة التشكيلية الإيرانية منصورة عليخاني
الصواريخ الإيرانية اخترقت عمقها، وأيقظت سكانها على واقع لم يعتادوه: الخوف، والانهيار، وغياب اليقين، في صور باتت قاسية بالنسبة لهم، ولكنها أثلجت صدور من يملكون الضمير
لمغتصبين حقوق غيرهم وقاتلي السعادة لمن يستحقون الحياة، وهادمي منازل أعمدتها قائمة بذكر الله عزوجل.
خراب ودمار
في دقائق، تحولت شوارع تل أبيب إلى مشاهد من الخراب، مبانٍ منهارة، سيارات محترقة، ووجوه مذهولة تبحث عن مأوى بين الحطام.
الملاجئ امتلأت بأجساد مرتعشة وعيون مذعورة، لم تعرف النوم لليالٍ متتالية، حتى الأشجار التي كانت تزين الطرقات سقطت محترقة، وكأن الطبيعة نفسها تئن من هول ما يحدث، أما الشاطئ الذي طالما تغنّت به المدينة كرمز
للراحة والحياة، فبدا خاوياً، تتناثر عليه بقايا الزجاج والحديد، وتغمره سحب من الدخان والسواد.
المدينة التي طالما راقبت معاناة غزة من بعيد، ها هي اليوم تعيش وجعها ذاته، البيوت التي سُوّيت بالأرض، والمارة الذين فقدوا أحباءهم تحت الأنقاض، والقلق الذي ينهش القلوب، كلها مشاهد مألوفة للفلسطينيين… لكنها جديدة على
تل أبيب.
انكسار وهزيمة
اليوم، باتت تشرب من نفس الكأس الذي طالما سُقيت منه غــزة القوية، وتحاول عبثًا أن تتأقلم مع واقع كانت تراه يومًا لا يمسّها، إلا أن شوكتها كسرت.
التصعيد العسكري بين تل أبيب وإيران تجاوز حدود الردع، إنه صراع يجرّ خلفه دماراً متبادلاً، ويعيد رسم مشهد المنطقة بملامح أكثر سوداوية. وتل أبيب، التي لم تكن تتوقع أن تكون ساحة للانتقام، أصبحت الآن هدفاً مكشوفًا،
وذاقت ما كانت تظنه بعيدًا عنها. في هذه المدينة التي خُدشت كبرياؤها بالصواريخ، أصبح الخوف هو الحاكم الفعلي، والملاجئ هي المساكن الجديدة.