الصمت الذي يتحدث.. مسن يبحث عن السلام في قلب العاصفة

Trending|16/06/25
الصمت الذي يتحدث.. مسن يبحث عن السلام في قلب العاصفة
مسن غزي يقف وسط طريق مدمر في أحد شوارع القطاع
  • أحزان القطاع تتزايد على وقع كارثة إنسانية قاهرة
  • وجع الذكريات يزيد من وطاة معاناة الغزيين

في منتصف الطريق الذي يسكنه الألم، حيث تتناثر شظايا الذكريات على جدران المدينة المدمرة، يقف مسنٌّ هائم على وجهه، ينظر إلى الأفق بنظرات غائمة، محمّلة باليأس والحسرة.

اقرأ أيضاً : غــزة... القلب الذي ينبض في جسد محترق

خطواته ثقيلة، كما لو كانت الأرض نفسها تعيقه عن المضي قدماً، لكن قلبه لا يزال ينبض. يطأ بقدميه الطريق الذي شهد عليه مئات القصص من المعاناة والدماء، ويبحث في زحمة الحطام عن شيء يُذكره بحياة كانت يوماً أكثر

جمالاً.

في عينيه تلتقي الحروب وتلتقي الأيام التي لا تزال تلاحقه، لكن صوته ضائع في زحمة الرياح العاتية التي تعصف بالأشجار الميتة والمنازل المدمرة.

حسرة الماضي

يخطو المسن وكأن كل خطوة تفتح أمامه أبواباً جديدة من الذكريات، وأمام كل زاوية يقف متحسراً على الأيام التي كانت مليئة بالفرح والأمل، تلك الأيام التي كانت غزة فيها على عرش الحياة، قبل أن تغتالها الحروب المتكررة

والمآسي التي لا تنتهي. مع ذلك، لا يزال يقاوم، رغم الجوع الذي ينخر عظامه، ورغم شبح القهر الذي يلاحقه، فإنه يواصل السير على هذا الطريق الطويل، رغم كل ما أصابه من تجاعيد اليأس. يقف متسائلاً: "هل سيظل هذا

الحزن مستمراً؟".

وأحياناً، في لحظات صمت مطبق، يرفع عينيه إلى السماء الباهتة ويهمس في نفسه، كلمات لم يعد يسمعها سوى قلبه المجروح: "هل سنعيش لنرى السلام؟ أم أن هذا الطريق سيكون مصيرنا إلى الأبد؟" لكنه سرعان ما يردّد في

نفسه تلك الحقيقة التي أرهقته الأيام: "الصبر هو سلاحي، ولن يخذلني". ويمضي قدماً، رغم أن الطريق أمامه طويل، والمستقبل مجهول، ولكن في كل خطوة جديدة، يحمل المسنّ معه بقايا أمل، لا يراه أحد سوى أولئك الذين عايشوا

في قلب الألم.

أخبار ذات الصلة