غــزة... القلب الذي ينبض في جسد محترق

Trending|14/06/25
غــزة... القلب الذي ينبض في جسد محترق
ترجمة دخان يتصاعد قرب ملاجئ الفلسطينيين النازحين خلال قصف على رفح
  • القطاع حكاية شعب جبار سطورها نضال وإرادة
  • الكيان يستبيح حق شعب لا يزال يتجرع الكارثة

تصاعد الدخان كأنفاس الأرض المحترقة، يتلوى في الهواء الحار كأرواح الشهداء، يعلو من بين خيام النازحين، يمرّ فوق رؤوس الأمهات اللواتي فقدن كل شيء إلا الدموع.

اقرأ أيضاً : في القلب وطن.. حين تصرخ الأرض من خاصرة المــوت

في رفح، جنوب قطاع غــزة، لم يكن الدخان مجرد غيمة رمادية، بل كان شاهداً على ما تبقى من الحياة، يتسلل إلى صدور الأطفال قبل أن يعرفوا كيف يتهجون كلمة "سلام".

هناك في ذلك المكان مخفي الملامح لا ينتظرون الصباح، فكل فجر يحمل وعداً جديداً بالموت. الملاجئ، أو ما يُسمّى بها مجازاً، ليست سوى أقمشة ممزقة لا تقي من قذيفة ولا ترد شظية. وبين خيط دخان وآخر، تنكشف صور

الوجع: طفل يحتضن دمية محروقة، أم تبحث عن جثة ابنها بين الركام، وشيخ ينظر إلى السماء كأنها منفاه الأخير.

على وقع آلام محطّمة خلف الماضي الشاحب

هنا، لا وقت للحزن العميق، فالحزن ترف لا يملكه من يركض كل ساعة لينجو. الماضي ليس سوى طيف رمادي، علق في الذاكرة مثل رصاصة لم تنفجر.

لا شيء يعود كما كان؛ لا البيوت، لا المدارس، ولا الوجوه التي رحلت دون وداع. غزة باتت مرآة مكسورة لا تعكس سوى الشظايا، وزجاجها المبعثر يحمل ملامح جيل وُلد من تحت الركام.

كارثة إنسانية بلا حدود

في قطــاع غزة، أُطفئت الكهرباء وانقطعت المياه، وخنقت الأنفاس بانقطاع الإنترنت والصوت. المستشفيات، تلك التي كانت تُقاوم الموت، تحولت إلى قبور مؤقتة للجرحى، بلا دواء ولا معدات. الأطباء يعملون على ضوء الهواتف

المحمولة، وصرخات الأطفال تختلط بأصوات الطائرات.

المجاعة تزحف على الأجساد الهزيلة، والخبز حلم بعيد، يُشترى بثمن الحياة أحيانًا. أكثر من مليون إنسان نازح، يتنقلون بين الألم والمجهول، في انتظار شاحنة إغاثة قد لا تصل، أو هدنة مؤقتة قد لا تأتي.

القطاع المتألم لا يبكي فقط، بل تصرخ بكل ما تبقى فيها من أنفاس، والدخان الذي يتصاعد من الملاجئ ليس مجرد احتراق للمكان، بل اختناق للضمير الإنساني.

غزة، رغم الدمار، لا تزال تنبض. وبين أنقاضها، تُكتب أبلغ الكلمات: نحن باقون... رغم كل شيء.

أخبار ذات الصلة