وطنهم رغم أنوفهم.. الخبز لا يكفي لكن العزيمة تُشبع

- القطاع رسالة صبر للعالم على وقع صواريغ غاشمة
- الغزيون يرسمون طريق الأمل بعزيمة وإرادة
يمرُّ الصباح في غزة كأنه اختبارٌ جديد للروح، يتقاطر الناس إلى نقاط توزيع المساعدات، لا يحملون سوى بطاقات هوية وأمل مُمزق.
اقرأ أيضاً : في القلب وطن.. حين تصرخ الأرض من خاصرة المــوت
أكياس الدقيق تُمَرَّر من يدٍ إلى يدٍ، كأنها وعود مؤجلة بالكرامة، أطفالٌ بعيونٍ أكبر من أعمارهم يحدّقون في الشاحنات، يبحثون عن شيءٍ يشبه الطفولة وسط أكياس السكر والعدس. هنا، لا يُقاس الجوع بعدد الوجبات، بل بعدد الأمل
المتبقي في القلب.
يصمدون... كما لو أن الصبر فطرة غزّية
تحت غبار الطابور الطويل، يقف العجائز والنساء، لا يسندهم شيء سوى العزيمة، يتبادلون الابتسامات المتعبة، ويتحدثون عن الغد كما لو أنه قريب رغم البُعد.
صبرهم ليس ضعفًا، بل حكمة من نبتةِ زيتونٍ شابت على حدود النار، والمساعدة التي تصل، مهما كانت بسيطة، تصبح شريكةً في معركة البقاء، تُطبَخ في قدور الصمود وتوزّع على موائد لم تفقد البركة، رغم قسوة الحصار.
غزة لا تنحني... حتى وهي تنتظر
الوجوه التي ترفعها الشمس كل صباح، لا تعرف الذل، بل تحترف الانتظار بكرامة. حتى المساعدات لا تدخل إلا بعد أن تمرّ على أبواب الإرادة. في كل نظرةٍ هناك رسالة: "لسنا ضعفاء، بل مثقلون بالكرامة". هذه المدينة
الصغيرة، المحاصرة بالأسلاك واللهب، تزرع في قلوب أبنائها درسًا يوميًا في الصبر والمقاومة. وهكذا، يعيش الغزيون على فتات العالم، لكن بقلوبٍ تُشبه المآذن في عنفوانها.