أوانٍ فارغة وآمال مثقلة بالحــرب... هكذا تستقبل غـــزة عيدها - صور

- غزة لن يزورها عيد الأضحى على وقع عدوان غاشم
- أهالي الغزة يبحثون عن أمل في أوعية الطعام الخاوية
عيد الأضحى يقترب بخطاه المزهرة، يحمل في جعبته البهجة، ويطرق أبواب المدن بزينةٍ وأمنيات، فتتناثر في الطرقات ضحكات الأطفال وتملأ رائحة المعمول نوافذ البيوت.
اقرأ أيضاً : في المواصي... امرأة من خان يونس تروي صمت النزوح بوجع الذكريات
في المدن الأخرى، الأمهات يقفن في طوابير المحال لاختيار فساتين العيد، والآباء يملأون الأكياس بما لذ وطاب، والقلوب تتهيأ لفرحٍ موسميٍّ طال انتظاره.
أما في غزة… فهناك، لا يطرق العيد الأبواب، بل تطرقها الصواريخ.
في المدينة الحزينة، لا تُسمع ضحكة طفل يشتهي لعبة، بل أنين أم تخبّئ دمعتها عن صغير يسأل: "هل سنفطر اليوم؟".
طوابير وأوجاع
الطوابير التي تمتد هناك ليست أمام محال الحلوى، بل نقاط لتوزيع وجبات الطعام حيث يحمل هؤلاء المناضلين أواني فارغة لا لشيء سوى أن يُسكتوا بها صراخ بطونهم.
ليس هناك ازدحام لشراء السكر أو السكاكر، بل طوابير من وجع تنتظر دورها في الخبز والماء والمساعدات.
في غزة، مشهد الجوع هو سيد الموقف، ويسيطر على الزمان والمكان، يزحف في الشوارع، ويتسلل إلى كل بيت، ويجثم فوق صدور الأطفال كضيف ثقيل لا يغادر.
الجوع هناك ليس مجرد غياب للطعام، بل حضور قاسٍ للفقد، وجرح يومي في كرامة الإنسان.
لم يعد أطفال غزة يعرفون كيف يبدو العيد، فالملابس الجديدة حلمٌ مؤجل، والألعاب رفاهية لا مكان لها في زمن الركام.
ومع ذلك، تصنع الأمهات الأمل من فتات الحكايات، وتلفّ الجدّات القصص حول نار الصبر، وتُخبز في القلوب إرادة لا تنكسر.
بينما يزدان العالم فرحاً، تقف غزة شامخة تحت الركام، وتُرسل رسائلها إلى السماء:نحن بخير... ما دام فينا ما يكفي من الحياة لنقول الحمد لله.
العالم يستعدّ للعيد، وغزة تستعدّ للبقاء.
العالم يلبس الجديد، وغزة تلبس جراحها،لكن غزة، ورغم الجوع والقصف، تظلّ تنبض بالأمل،لأنها مدينةٌ لا تموت، حتى لو مات كل شيء حولها.