العالم يتحضر لـ عيد الفطر والقطاع ينزف جراحا ويتجرع المر

- الغزيون يواصلون مقاومتهم في مواجهة الكيان المستبد
- عيد الفطر على الأبواب والقطاع محاصر بالأوجاع
جروح تلهب قلوبهم المتناثرة في أجسادهم المتالمة، وأحزان سيطرت على واقعهم الذي بات مستنقعا من الأوجاع التي لا يمكن نسيانها، تحاصرهم الحسرة وسط مجاعة لا تزال تفتك بهم، وتفترسهم.
اقرأ أيضاً : "قلوب تلفظ جروحا ودما".. مواصلة الإبــادة والقطاع يودع السعادة
وأمام ظمأ يسكنهم، وماض يستذكرونه بقسوة المشاعر، يعيش الغزيون صراعا في نفسهم الندية بحبهم لوطنهم وعشقهم للقضية، متنهدين بصدمات تتوالى عليهم جراء العدوان الصارخ عليهم.
ولا تزال المشاهد تتحدث، وتغلب الكلمات التي تفتقر للتعبير، حيث أطفال القطاع، إذ غلبهم الألم ، وتمكن من أجسادهم الغضة، إلا أنهم قادرون على اقتباس الصبر والإرادة من أرضهم التي تقاوم ومن عائلاتهم اللواتي يُسجلون أروع ضروب التضحية والبطولة،
راغبين بالعيش، راغبين بحياة كريمة أسوة بباقي أطفال العالم.
أسواق عامرة بالفرح
في هذا الوقت قبل عامين، كانت أسواق القطاع عامرة بالمتسوقين الذين كانوا يجوبونها، استعدادا لعيد الفطر السعيد، حيث شراء الملابس وألذ الحلويات، إلى جانب تزيين المنازل، وصنع المعمول الطيب، حيث كانت توزع على الجيران قبل أن توضع في أطباق التقديم.
في مثل هذا الوقت، كان الأطفال ينتظرون ساعة شراء الألعاب، وبانتظار العيديات التي كانون يسعدون بها، وكانت ضحكات الفرح والمرح تجوب في أركان القطاع، الذي اشتاق لتلك الأيام الدفينة.
العيد قادم، والحرب قائمة، والأحزان القاتمة سيدة الموقف، في وقت تتلبد السماء فيه بحسرات شعب يودع كل يوم المئات، وتزدحم المفردات في وصف ما يعانيه الأهالي الساكنين في اوصال وطنهم.
وبدلا من تحضيرات لاستقبال عيد الفطر، تتحضر عائلات غزية لاستقبال جثامين من ارتقوا في قصف الكيان لمناطق عدة في القطاع، وتتحضر لإلقاء نظرة الوداع الأخير على من رحلوا إلى الأبد.
تطورات الأحداث
وفي تطورات الأحداث، وفي اليوم التاسع من استئناف حرب الإبادة على القطاع،ارتكبت تل أبيب مجـــزرة جديدة فيجبالياشمالي القطاع، راح ضحيتها 11 شهــيدا بينهم أم و5 من أطفالها وعدد آخر من المصابين.
وحذرت وزارة الصحة في غــزة من نقص حاد في الأدوية الأساسية وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر معظم القطاعات الصحية، مما أدى إلى وفاة عديد من أصحاب الأمراض المزمنة بسبب نقص الأدوية.
وفي تل أبيب، لا تزال الأزمة السياسية تتصاعد، عقب قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"رونين بار، وحجب الثقة عن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا وتعطيل "اتفاق وقف إطلاق الــنار وتبادل الأسرى".