مسلسل "لام شمسية" محاكاة للواقع بعبقرية

- المخرج كريم الشناوي أبدع في انتقاء الشخوص المناسبة لـ"لام شمسية"
- النجوم المشاركون لمعوا في تجسيد الشخصيات وأدوا الأدوار بإبداع
بقوة المشهد، وتميز الأداء، وحنكة فنانين تمكنوا من لفت أنظار المشاهدين منذ الحلقة الأولى من مسلسل "لام شمسية"، تنحبس الأنفاس مع تصاعد الأحداث المثيرة، على إيقاع متوازن وثابت.
اقرأ أيضاً : ريهام حجاج "في حرب دائمة لا نهاية لها" في رمضان
المسلسل الذي بات محط أنظار الكثيرين سواء من فنانين أو نقاد أو صناع المسلسلات والأفلام، استحوذ على الاهتمام بشكل واسع، في مشهد كانت بدايته من تسلل القلق إلى منزل هادئ تعيش فيه نيللي (أمينة خليل) وزوجها طارق (أحمد صلاح السعدني)، مع
تحضيرات عيد ميلاد يوسف، ابن طارق من زواج سابق.
تصرفات الطفل علي البيلي (9 أعوام) تفضحه أمام زوجة أبيه، إذ يربط معطفه حول خصره رافضاً ارتداءه كزملائه؛ يتجنب الاحتفال بعيد ميلاده، إذ من المفترض أن يكون سعيدا وعلامات الفرح بادية على ملامح البريئة، إلا أن الغضب وسلوكه العنيف سيطر
عليه ما يعني أن هنالك شيء "ليس على ما يرام" وينذر لما هو "غير مريح".
أجواء مشحونة في منزل هادئ
وبين أجواء الطفل المشحونة، وسعادة الأطفال من حوله بعيد ميلاده، تنتهي بعراك بين يوسف وآخر ، ليظهر صديق العائلة المقرب وسام (محمد شاهين) لاحقاً محاولاً الاطمئنان عليه، إلا أن نيللي لم تغفل ذلك، فسعت إلى معرفة ما هو "مجهول" عبر زجاج
غرفة يوسف، الذي اكتشفت ما لا يحمد عقباه.
البداية المريبة، بدأت عندما فتحت الباب عليهما، فوجدت وسام يحتضن "يوسف" بشكل "مستفز" وغير مريح ، ما جعل ردة فعلها تغلب على الصوت والصورة بصراخ يملؤ المكان وسط توتر ملحوظ، ، وينتهي المشهد بضرب الأب طارق لصديقه، الذي يُنقل
وهو في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما ينتهي طارق في قسم الشرطة.
الأحداث تتصاعد بسرعة، كما ارتفعت وتيرة الإعجاب به، إذ لاقى استحسان متابعي "لام الشمسية"، ورفع من أسهم المخرج كريم الشناوي الذي استحوذ على الاهتمام وبات حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بجواز سفره وحكمته في تكليف الأدوار لمن هم يستحقون
أن يكونوا في العمل الذي وصف بـ"المتميز".
حرفية الأداء
أمينة خليل استطاعت بحرفية تجسيد شخصية "نيللي" بهدوء وسلاسة، حيث استطاعت أن تجسد دور شخصية زوجة الأب التي تتهم صديق "وسام" بالتحرش بالطفل يوسف من تردد وقلق مع حدس يبدو أنه ناتج عن وجع إثر المرور بتجربة مماثلة صغيرة.
محمد شاهين، تقمص دورا جديدا عليه، في وقت اعتاد الجمهور أن يُجسد أدوارا لشخصيات طيبة وحنونة ولطيفة، ولم تكن صدمة اتهامه بالتحرش مقتصرة على أسرة الطفل في المسلسل فقط، بل امتدت إلى الجمهور، الذي واجه صدمة من نوع آخر في أداء الفنان
الذي يعد قطبا مهما في العمل الاجتماعي.
ولن نغفل الفنانة يسرا اللوزي التي لمعت في أفضل أداء تمثيلي لها، كما برز أحمد صلاح السعدني يدور الأب الرافض تصديق أن يطعنه صديقه في فلذة قلبه.
كما أن الطفل علي البيلي الذي جسد دور "يوسف" حصد الإعجاب بمهارة تمثيله، إذ جسد شخصية الطفل المضطرب الصامت الذي لم يميز بين الشر وبين الصديق الذي يسمعه دوما ويمنحه الدعم ما جعله ضحية مستساغة له، وكانه رسالة للمجتمع في نقل قضية
مهمة.
حنكة ومهارة
كتابة السيناريو والحوار كان ضمن ورشة "سرد" تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، حيث صهرت أهداف العمل في بوتقة من الجدية والحنكة والمهارة، والواقعية بملامح صادقة، ونص مدروس وممنهج.
وفي هذا الإطار، تم التعاون مع سارة عزيز، مؤسسة ومديرة "سيف إيجبت" (Safe Egypt) وعضو مجلس إدارة في المجلس القومي للأمومة والطفولة، كما خضع فريق العمل لتدريبات خاصة لضمان أفضل تعامل ممكن مع الأطفال داخل موقع التصوير.
ردود أفعال الجمهور من جهتها لا تزال تحصد الإيجابية التي وصلت حد الانبهار والإبداع والتألق المبهر، ضمن سياق من المنهجية العالية غير البعيدة عن المنطق، إذ وصف المسلسل من قبل معجبيه بانه يحلق بعيدا عن السرب.