الطبيب العراقي محمد طاهر متأثرا:"حملوني أهل غزة على الأكتاف فرحا بوقف الحرب"- فيديو
- محمد طاهر:"فعلا أيام سودة"
- محمد طاهر:"إعجاز طبي لإعادة يد مبتورة للطفلة مريم"
- محمد طاهر:"زاد إيماني بالله أثناء وجودي في غزة"
قال الدكتور العراقي محمد طاهر العائد من غزة بعد 7 شهور، إنه كان مستعدا للشهادة وجاهزا للتضحية فداء لفلسطين، دون الاكتراث لأي مساءلة قد يتعرض لها عند عودته إلى بريطانيا حيث يقطن، معبرا عن فخره لتواجده معهم في ذروة الأحداث.
اقرأ أيضاً : "والله مش مصدقين".. غازي العالول ومحمد ضاهر يتنفسان الصعداء بعد 15 شهرا
وأضاف الدكتور العراقي في مقابلة لبرنامج "حلوة يا دنيا" الذي يبث عبر قناة"رؤيا" الفضائية كل يوم جمعة، أنه دخل إلى القطاع 3 مرات، مشيرا إلى أنه كان يقدم العلاج للمرضى في المستشفى الأوروبي وبعد مرور نحو 3 أسابيع خرج من القطاع نتيجة
للصعوبات التي واجهها حينها، إذ تم استهداف المستشفى بشكل عشوائي.
وأشار الدكتور الذي بدا على ملامحه الحزن والألم عند استذكار مشاهد مؤسفة للغزيين إلى أنه شعر بالقهر عند مغادرته القطاع، الأمر الذي حدا به إلى تقديم "مهمة ثانية" وهو في طريقه إلى عمان، من منطلق شعوره بالتقصير حيال أهالي القطاع، وعدم تمكين من
أداء مهنته بالشكل الذي يرغب.
وبين أنه ذهب إلى لندن حيث تعيش والدته، مؤكدا أنه كان دائم الاستحضار لأهالي القطاع الذي تركهم في ذروة ألمهم وحزنهم، وسط الدعاء إلى الله عزوجل بالعودة إلى غزة وكان له ما أراد ، واصفا الأحداث :"فعلا أيام سودة".
الدكتور العراقي الذي حضر إلى استوديوهات "رؤيا" موشحا بالكوفية الفلسطينية تحدث عن إيمان شعب وصموده الذي لا يمكن وصفه، إذ أنه استلهم الإيمان منهم، وعزيمته من تحديهم للصعاب.
وتابع بمرارة الحسرة :"عدت إلى غزة ووعدت الناس أن أبقى للأخير وبقيت 4 شهور حتى وقف إطلاق النار"، موضحا أنه لا يكترث للمخاطر التي كان القطاع محفوفا بها، حيث المزيد من الشهداء والمصابين منهم مبتوري الأطراف.
مريم بين الأمل والألم
وعن قصة الطفلة مريم (9 أعوام) ، الذي حاول إعادة يدها المبتورة، لجسدها الغض، أوضح أنه حاول إعادتها إلا أن معاناتها من إصابتها البالغة حال دون استمرار فرحتها، إذ تمكن من استعادتها بعد ساعات من بترها، نتيجة لإصابة الطفلة بشظية أفقدتها يدها.
وأوضح الطبيب محمد طاهر أنه وبعد ساعات حصل على الطرف المبتور، كان تحت أنقاض منزلها ، إذ أن برودة الطقس الباردة ساهمت في أمله في أن يُعيد السعادة للطفلة واصفا ذلك بـ"الإعجاز الطبي"، إلا أن ذلك لم يدم نتيجة لمضاعفات حصلت لها بعد
إجرائها العملية الجراحية.
وأمام إنسانيته يتنهد الطبيب متجرعا حسرة شعب يعاني الكارثة الإنسانية التي ستزيد وإن وضعت الحرب أوزارها، إذ أن هناك مهدد من فقدان حياته والارتقاء جراء عدم التمكن من الحصول على العلاج المناسب، أو بتر أطرافه .
وتابع:" خيرت نفسي بين الجنة والنار إذ كانت هنالك فرصة أن أغادر القطاع في 7 /1 إلا أنني بقيت فيه، فكيف سأغادرهم في منتصف الحرب وبقيت في القطاع".
مشهد مؤثر
وقال واصفا المشهد متاثرا:"عند وقف إطلاق النار رفعوني على الأكتاف فرحا ولازم أنا ارفعهم وهذا فخر إلي ولأهلي"، وأردف قائلا :"أنا لازم أرفعهم على الأكتاف وهذا شرف إلي".
وتابع الطبيب الذي تميز بإنسانيته وحبه لفلسطين وأهل القطاع وشغفه لمهنته:" صاروا أهلي ودمي وناسي.. شفت االصمود والصبر والرضا بقضاء الله رغم ما حصل فيهم وتقربت أكثر إلى الله".