ماذا سنفطر اليوم؟.. جلست تحاور نفسها كيف تسد رمق جوع عائلتها
- القطاع لا يزال يقاوم الكيان وسط مجاعة تحدق بالأهالي
- صور النضال تزداد يوما بعد يوم في القطاع
تفكر ماذا تصنع من طعام على وجبة الإفطار في رفحن تفكر ماذا ستفعل بما جمعت من أعشاب مجففة لعائلتها التي أعياها الجوع والعطش، تفكر كيف تسد رمق جوع أبنائها الذين يعيشون بأمل النصر.
اقرأ أيضاً : "توكلتُ عليك يا الله".. نزع الخوف وبدأ يبحث في القمامة عن ما يُخفف البرد القارس
هذه السيدة الفلسطينية جلست ووضعت يدها على خدها، وتاهت في فكرها أمام معاناة الحرب، ومرارة الحياة العاصفة بقسوة المشاهد، فتارة تنظر إلى ما خلفته آلة الحرب الغامة، وتارة تنظر إلى السماء المسودة بدخان الصواريخ.
حارت وتحسرت وبكت وتألمت واستذكرت، وبقيت تئن شوقا وحنينا إلى الماضي، ففي كل رمضان اعتادت أن تصنع الطعام وتحضر السفرة بأبهى حلتها، وتُطعم جيرانها، وتعزم أقربائها، واليوم هناك من ارتقى وهناك من يبحث عن لقمة عيش لأبنائه في خيمة أغرقتها الأمطار.
جلست والحزن في عينيها قصيدة رثاء على أيام خلت، جسلت على أنقاض منزل مدمر شهد على مأساة قطاع لا يزال يقاوم من أجل فلسطين الأبية.
وكأن في نظراتها حوار مع ذاتها المنشقة عن السعادة والفرح والبهجة، وكأن في نظراتها عتاب لا يفهمه إلا من به إنسانية، وللحديث بقية.
ولا يزال أهالي القطاع يقدمون أرواحهم من أجل وطنهم، على وقع المجــازر التي تسجل بحق الفلسطينيين وسط المجاعة التي زادت من وطأة المعاناة غير محدودة القسوة.
