"ابتسم للكاميرا فأنت في زمن الحرب".. صغار القطاع روح في جسد فلسطين
- أهالي القطاع يقاومون الكيان بثبات وصبر
- صغار القطاع كبروا في زمن الحرب بهول المشاهد القاسية
وجوه شاحبة وقلوب منفطرة، وعقول سكنها الخوف والهلع، وأحزان لازمت عيونهم، وأمعاء ودعت الطعام والماء، فباتت خاوية على عروشها، هذا باختصار حال صغار القطاع.
اقرأ أيضاً : "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع".. غـــزة بلا فطور ولا سحور يتصدر "إكس"
صغار تواجدوا في زمن الحرب المتمردة على الإنسانية، ودعوا عائلاتهم بثبات المقاومة، كبروا ببراءتهم المنسلخة متعايشين مع آلام يصعب لملمتها، كبروا ولم يلعبوا بألعابهم كباقي الصغار، بل ترعرعوا على صواريخ استهدفت منازلهم ودثرت أحلامهم، وقصفت
طفولتهم، كبروا على روح المقاومة ووحشية الكيان، وها هم اليوم ينفضون تراكمات المشاهد التي لا تزال تتخبط في ثنايا قلوبهم.
صورة تعادل العالم
صورة تعادل كل العالم بمضمونها، فها هم صغار نازحون وقفوا ينتظرون إلى "الكاميرا" ليلتقطون صورة أمام خيام مؤقتة في مخيم بجانب أحد شوارع رفح وسط معارك مستمرة.
بملابس رثة، ووجوه مصفرة وابتسامات قاسية، وبراءة محبوسة وقفوا ينظرون إلى "الكاميرا" في شارع بات "في خبر كان" وباتت ذكرى في زمن الحرب.
هؤلاء الصغار اعتادوا على التقاط الصور بملابس جميلة نظيفة، وشعر مرتب، وضحكة تسر الناظرين في زمن ما قبل الحرب في صالة منازلهم التي كانت تملؤها السعادة والراحة.
أيها الصغير من القطاع الثابت "ابتسم للكاميرا فأنت في زمن الحرب"، ابتسم وإن كنت تشهد وحشية الكيان، فإن المستقبل سيكون باسم شموخ فلسطين التي لا تزال تسجل ضروبا من التضحية والنضال.