"الأجر على قدر المشقة".. إفطار وسط الدمار في دير البلح
- القطاع يبكي أحواله نتيجة للحرب الغاشمة التي تلقي بظلالها على الأهالي
- أمعاء خاوية وجوع واحزان في الشهر الفضيل
افترشا الأرض، وتجهزا لتناول الإفطار بعد صيام أول أيام رمضان المبارك، على وقع الشوق والحنين إلى الماضي الذي تبدد بقصف غاشم ووئدت أحلام تحت أنقاض وبات الجوع في القطاع مسيطر على المشهد.
عائلة الناجي الفلسطينية وفي منظر مؤلم برفقتهما صغير ينظر إلى أهوال الحرب التي حوله، جلست تنتظر ساعة الإفطار، في "سفرة" متواضعة من الطعام، حيث وضعت ما تيسر منه، فقد أنهكها الجوع وأعياها الألم.
اقرأ أيضاً : "أكلكم في الجنة".. وفاة صغيرين في القطاع بسبب المجاعة
وسط الركام في دير البلح وسط القطاع المحاصر، استذكرت العائلة رمضان المنصرم، فقد كانت تتحضر لوجبة الإفطار وتجهيز "ما لذ وطاب"، مع أنواع من العصائر، وتجهيز "القطائف" في أجواء عائلية مكللة بالسعادة.
صعب وصف الأحزان، ووصف الآلام المسيطرة على القطاع، فبات البرد والقصف والجوع في شهر رمضان، عناوين بارزة لأهالي القطاع الذين يتجرعون المآسي.
مشاهد عصيبة، فالأرض باتت منزلهم والسماء بات سقفهم، والدعاء إلى الله هي منجاهم.
هذه العائلة كباقي العائلات النازحة رسمت الصبر والإرادة طريقا لها، فلم تثنها ويلات الحرب عن الصيام، بل بقيت ثابتة مقاومة بوجه الكيان.
ويبقى حالهم دروسا للعالم، في مواجهة الكيان الذي يمارس الوحشية في ضنك الليل، بسلاح الإرادة العزة والكرامة.
عائلات لا تزال جروحها تنزف نتيجة للأحداث والمجريات التي عصفت بالقطاع، فكل شيء بات منسيا، مدمرا في مناظر يصعب وصفها.