"لا بدّ للقيد أن ينكسر".. مسحراتي وفوانيس في مخيمات النازحين في القطاع - فيديو

Trending|11/03/24
"لا بدّ للقيد أن ينكسر".. مسحراتي وفوانيس في مخيمات النازحين في القطاع - فيديو
صغار في رفح يحملون فوانيس تقليدية
  • رمضان جاء وأهالي القطاع يتجرعون المرارة
  • طقوس رمضان في مخيمات النازحين بالقطاع

عشية شهر رمضان المبارك، حمل صغار رفح الفوانيس، وسط الحرب الغاشمة التي لا تزال تلقي بظلالها على القطاع الذي يئن وجعا وقهرا.

اقرأ أيضاً : "خسى الجوع".. افترشوا الأرض ليتقاسموا الأرز

اعتادوا على حمل "الفوانيس" فرحا وابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل، قبل أحداث 7 أكتوبر واليوم حملوها رغم أوجاعهم المخلدة في ذاكرة عاصفة بالأحزان.

في المقابل، نجد شخصا حمل "طبلة" ليكون "المسحراتي" للنازحين في الرفح، وكأنه يقول "إرادتنا لن تنكسر"، في مشهد يمكن وصفه بالمفخرة.

مسحراتي

هذا الشخص تجول في خناق الليل، فجرا، حمل "طبلة" وصاح وفي ثنايا كلماته ضروب من الحسرة والأحزان، وقال " يانايم وحد الدايم"، صاح بأعلى صوته المغموس شوقا لطقوس القطاع الذي كان يستقبل رمضان بأبهى حلة.

أمام الخيم وبعد الإعلان عن أول يوم في الشهر الفضيل، كبر النازحون إيذانا ببدء شهر كريم، متناسين أحزانا أثقلتهم وزادت جراحهم وجعا.

ونجد هنالك من انسلخ عن أحزانه وحول خيمته إلى لوحة فنية، إذ رسم عليها فانوسا وهلال الشعر الكريم ولونها بألوان زاهية، من صنع الإرادة والثبات، بعزيمة قوية.

الخيم اليوم بنضال الشعب المقاوم، ظهرت بمظهر لاقى استهجان العالم؟ن ففي زمن الحرب صنع الغزيون "العجائب"، من منطلق "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"

لا يوجد ما يسدون رمق جوعهم، لكنهم على يقين أن الله معهم، فجاء رمضان والجوع يُحدق بهم أمام دمار قسى عليهم، وسط عطش يسيطر على حناجرهم التي أعياهم غبار الصواريخ المقيتة.

هؤلاء الأبطال سيخلدون في سفر التاريخ، فقد قست الظروف عليهم، وبعد ان كانت "سفرهم" من كل ما لذ وطاب، إلا أنها اليوم بالكاد تخفي أصوات أمعائهم الخاوية التي ضجرت من ألم الجوع.

View post on X

من بقايا البيت المهدّم.. أم تُعيد الحياة لطفلتها بالماء القليل

Trending|06/09/25
من بقايا البيت المهدّم.. أم تُعيد الحياة لطفلتها بالماء القليل
فلسطينية تستخدم حوض استحمام لطفلتها بجانب خيمتها في القطاع
  • الأحداث في القطاع يتعاظم على وقع كارثة إنسانية متزايدة
  • أمهات القطاع يصنعن المعجزات أمام حياة عصيبة

بالقرب من خيمتها الممزقة، وجدت الأم أن الحوض البلاستيكي القديم الذي كانت تستخدمه لغسل الملابس قد تحوّل إلى وسيلة لإنقاذ ابنتها من قسوة الحياة. لم تعد المياه متوفرة كما في السابق، وصارت بضع لترات تُجمع من صنبور متهالك أو عبر انتظار طويل في الطوابير هي كل ما تستطيع أن توفّره لطفلتها.

وسط هذا العجز، اختارت أن تجعل الحوض مكاناً تستحم فيه صغيرتها، محاولةً أن تمنحها لحظة نظافة وراحة تفتقدها في عالم غارق بالرماد.

اقرأ أيضاً : صرخات ومشاهد كارثية تشهدها غزة بعد فتح "أبواب الجحيم" - صور

الطفلة جلست داخل الحوض مبتسمة أحياناً ومرتعشة أحياناً أخرى، في محاولة من الأم أن تُنسيها ضيق المكان وقلة الماء بترديد أغنية هادئة أو حكاية قصيرة عن أيام السلام.

أمهات القطاع يصنعن المعجزات

تلك اللحظات البسيطة تُشعر الطفلة أنها ما زالت محمية في حضن أمها، حتى وإن كان كل ما حولها يشي بالخراب والحرمان.

لكن خلف هذا المشهد الإنساني الصغير، تختبئ مأساة كبرى، فالحرب لم تكتفِ بتهديم البيوت، بل سرقت من العائلات أبسط مقومات الحياة: الماء والغذاء. الأم كثيراً ما تضطر للاختيار بين استخدام المياه للشرب أو للاستحمام، وبين

توفير لقمة تسد جوع طفلتها أو تنظيف جسدها الصغير المرهق. كل قرار يتحول إلى معركة صامتة داخل قلبها، لا يشهدها أحد.

تمسك بالأمل

ومع ذلك، تظل الأم متمسكة بالأمل. فهي تؤمن أن الطفلة بحاجة لأن ترى شيئاً من الطهارة والجمال وسط القبح. لذلك تنظف الحوض بقطعة قماش مهترئة وتملأه بالماء القليل وكأنه بحر واسع، تريد أن تُشعر صغيرتها أن الحياة ما

زالت قادرة على منحها لحظة فرح، حتى لو كانت عابرة.

في عيني هذه الأم، يتجسد معنى الصمود الحقيقي، فبينما تهلك الحرب الأجساد وتستنزف الموارد، لا تزال قادرة على خلق مساحة صغيرة من الإنسانية داخل حوض بلاستيكي متواضع. هناك، تحت أنقاض بيتها، تصنع من نقص

المياه والمواد الغذائية طقوساً للحياة، وتغرس في قلب طفلتها رسالة خفية: أن الحب وحده يمكن أن يهزم الخراب.