• أهالي القطاع يعلمون العالم الصبر والثبات
• الجوع يسيطر على أهالي القطاع

تلاقوا في أوجاعهم وفي أحزانهم، إذ قُلبت حياتهم رأسا على عقب نتيجة للحرب المستعرة في القطاع، وانقلبت موازين الحياة لديهم، وواصلوا النهار بالليل على أمل "حلم" بعيد عن الكابوس.

اقرأ أيضاً : "بدي أكل لإخواتي".. رسالة طفل غزي لجنود مصريين "تُبكي الحجر "

صغار القطاع هؤلاء الذين قاوموا الكيان رغم نعومة أظفارهم، وبراءة وجوههم باسترجاع بسمتهم المضمحلة في قلوبهم الحزينة.

نجدهم يجتمعون في مكان واحد، في ثبات اكتسبوه من وطنهم فلسطين، متناسين ما يعانونه من ويلات الحرب.

في القطاع، تقاسموا ما يملكون وما لا يملكون من منطلق " إن كنتم اخوة فتقاسموا"، حتى هؤلاء الصغار طبقوا ما تعلموه لأنهم باتوا يعلمون أن "الجوع" عدو ثان بعد الكيان.

جوع قاسٍ

الجوع أنهكهم وأعيتهم الأمعاء الخاوية، فلم يجدوا مفرا سوى وجبة من الأرز بالقرب من نقطة توزيع المواد الغذائية في رفح بجنوبي القطاع، فافترشوا الأرض لينتزعوا صوت الجوع من أجسادهم الغضة.

"خسى الجوع" أيها الصغار، وإن جعتم فيكفيكم فخرا أنكم شبعتم من الكرامة والعزة ما يكفي العالم، ويكفي إن نظراتكم الناطقة أغنت عن المؤتمرات والاجتماعات "الرنانة".

المجاعة وبرد قارس وقصف متواصل وألام وقهر وأحزان، عناوين قاسية لا يوجد ما يختزلها من مشاعر مؤلمة.